الخميس، 4 أبريل 2013

تجربة السبورة الذكية في 100 مدرسة



تعكف الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض على تطبيق تجربة ( السبورات التعليمية الذكية ) في 100 مدرسة من مدارس التعليم العام بمختلف مراحله: الابتدائية، المتوسطة، والثانوية، لأول مرة في التعليم. وتعد هذه التجربة خطوة جديدة نحو توفير وسائل التقنيات التعليمية الحديثة وتفعيلها في التعليم. وقد اختيرت المدارس المزودة بمراكز مصادر تعلم لتكون موقعاً للدفعة الأولى من السبورات الذكية نظراً لوجود أمناء مفرغين يقومون على تفعيلها والاستفادة منها، على أن يتم تصديرها لأكبر عدد ممكن من المدارس، بعد تقييم التجربة ودراسة أهم عوامل نجاحها.

أكد لـ" الاقتصادية" محمد بن سعد العوشن رئيس قسم إنتاج الوسائط التربوية في تعليم الرياض أن 100 مدرسة ستعمل على الاستفادة من تجربة السبورة الذكية كأحدث تقنية جديدة تطبق في التعليم السعودي، مشيرا إلى أنه تمت مراعاة التوزيع الجغرافي والمستوى التعليمي، وعدد فصول المدرسة في عملية الاختيار، إذ حرص مركز التقنيات التربوية بوصفه الجهة المعنية بتأمين وتفعيل التقنيات الحديثة في المدارس على أن يتم التوزيع بشكل عادل بين أحياء مدينة الرياض، إضافة إلى شمول التوزيع للمراحل الدراسية الثلاث ( الابتدائية والمتوسطة والثانوية).

وأبان: مع عودة الطلاب إلى مدارسهم بعد إجازة عيد الفطر المبارك ، ستشرع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال بتوريد وتركيب السبورات الذكية في المدارس المحددة، ومن ثم سينظم المركز عدداً من اللقاءات التدريبية لأمناء المراكز التي تم تزويدها بسبورات ذكية، ويتولى التدريب في هذه اللقاءات فريق تدريبي من الشركة الموردة.

وتهدف تلك اللقاءات التدريبية إلى نقل الخبرة والمهارة فيما يتعلق باستخدام السبورة بكفاءة إلى جميع أمناء مراكز مصادر التعلم، والذين سيقومون لاحقاً ومن خلال برنامج منظم بتدريب معلمي المدرسة على كيفية استخدامها بكفاءة .

وأكد العوشن أن هذه الخطوة تأتي إثر مشروع سابق لنشر أجهزة العرض المرئي (الداتاشو) على مدارس المنطقة، حيث أثمر عن توزيع ما يقارب ألفي جهاز، وفق خطة مرحلية سنوية للتوزيع، ووسط تهافت الكثير من المعلمين في المدارس على استخدام أجهزة العرض، لما توفره من سهولة وإمتاع في إيصال المادة التعليمية وتحقيق أثر أكبر للعملية التعليمية، وأوضح: أنه مازالت الإدارة مستمرة في مشروع تأمين أجهزة العرض في الوقت الذي تبدأ فيه في مشاريع أخرى رديفة، مثل (المختبرات التخيلية الافتراضية)، ومعامل اللغة، و(البرمجيات التعليمية المباشرة والإثرائية) وغيرها.

وعن مواصفات السبورة الذكية أجاب العوشن: إن مركز التقنيات التربوية قد حرص على وضع مواصفات دقيقة للسبورات الذكية، مع الاستفادة من الجهات التي سبق لها التعامل مع أمثال هذه السبورات، فاشترط مجموعة من الشروط في السبورة التي يتم توريدها للمدارس، ومن تلك الشروط : ألا يقل حجم السبورة عن 75 بوصة قطرية، وأن يكون سطح السبورة شديد التحمل مصنوعا من طبقة سميكة من البوليستر مضادة للخدش وسهلة التنظيف ومجهزة للإسقاط الضوئي لأفضل صورة، وضوح السبورة عالية الدقة لا تقل عن 100 إنش في الثانية ، وأن تكون موازية لسرعة كتابة اليد باستجابة غير متقطعة، إضافة إلى أن تكون الأقلام المستخدمة ليست إلكترونية، ما يعني إمكانية استخدام أقلام السبورة العادية للقيام بجميع المهام المطلوبة.

وشدد على أهمية أن تعمل السبورة باللمس، حيث يمكن الكتابة والمسح والقيام بوظائف الفارة بواسطة الإصبع أو الكتابة عليها بواسطة أقلام بلاستيكية ( تعمل دون بطاريات أو أسلاك) وتحويل كتابة اليد إلى كتابة رقمية ، كما يجب تزويد السبورة ببرامج تشغيلية باللغة العربية تدعم التعامل وتتوافق مع جميع برامج الكمبيوتر على أن يتم توصيلها وربطها به عن طريق كابل USB طويل.

وأشار إلى أهمية أن تكون قابلة للعمل لاسلكياً بتقنية الـ Bluetooth، وأن يكون التخزين و النسخ و التحرير لما يكتب عليها متاحاً، وكذلك تشغيل برنامج الباوربوينت وعرض مواقع الويب، وإمكانية التعامل مع جميع برامج الكمبيوتر أثناء عرض الدرس بحيث لا يقل الضمان عن ثلاث سنوات، وتلتزم الشركة بتوفير تحديثات البرامج خلال هذه الفترة.

وأكد ضرورة أن يتم التدريب والتهيئة على كيفية التعامل مع السبورة الذكية وتوفير اسطوانة التدريب الخاصة بها، وأن يتم تركيب السبورة الذكية وتثبيتها على حائط مراكز مصادر التعلم التابعة لإدارة تعليم الرياض, وأن يكون للجهاز وكيل معتمد في المملكة يتعهد خطياً بتقديم خدمات الصيانة الفورية.

ونوه العوشن بمهام السبورة الذكية فهي سبورة يمكن الكتابة عليها بشكل إلكتروني كما يمكن التفاعل معها وإظهار التطبيقات الحاسوبية عليها، والتفاعل معها باللمس باليد أو بالقلم أو بأدوات التأشير المختلفة، وهي سبورة تظهر بكل الألوان الطبيعية وتستخدم بشكل تفاعلي بين المدرس والطلاب داخل الفصل‏، ويمكن للمدرس الكتابة عليها بقلم خاص بمجرد تمرير يده عليها‏، كما يمحو ما كتبه إن أراد بممحاة إلكترونية أنيقة وهي مجهزة للاتصال بالكمبيوتر وأجهزة العرض وبمجرد توصيلها تتحول في ثوان إلى شاشة كمبيوتر عملاقة عالية الوضوح. ‏وببساطة يقوم المدرس بلمس السبورة ليتحكم في جميع تطبيقات الكمبيوتر، حيث يمكنه الربط مع صفحة أخرى على شبكة الإنترنت، كما يمكنه تدوين الملاحظات، ورسم الأشكال، وتوضيح الأفكار، وإظهار المعلومات المفتاحية بواسطة الأحبار الإليكترونية، إلى جانب حفظ وطباعة البريد الإلكتروني.

وأوضح أنه إذا ما قام المدرس بكتابة جملة أو رسم شكل من الأشكال التوضيحية أو عرض صورة من الكمبيوتر أو الإنترنت‏، فيمكنها على الفور حفظ تلك الجمل والرسوم والصور، وبأكثر من تطبيق، وبالتالي يمكنه الرجوع إليه بعد ذلك، حيث يستطيع نسخ الدروس التي تم عرضها بالسبورة الذكية، وتوزيعها على طلابه من خلال الأقراص المدمجة.

كما تتميز السبورة الذكية بإمكانية استخدام معظم برامج مايكروسوفت أوفيس من خلالها، مما يعني أن العروض التقديمية وأفلام الفيديو والصور الثابتة والمتحركة يمكن أن تعرض ويتحكم فيها من خلالها، فضلاً عن الإبحار في الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والبحث عن المعلومة ذات الصلة بموضوع الدرس، مما يسهم بشكل مباشر في إثراء المادة العلمية من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة تساعد على توسيع خبرات المتعلم واستثارة اهتمامه وإشباع حاجته للتعلم لكون هذه السبورة تعرض المادة بأساليب مثيرة ومشوقة وجذابة، مما يؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند الطلاب.

جدير بالذكر أن التفكير في تصميم اللوحة أو السبورة الذكية كان قد بدأ عام 1987 من قبل كل من ديفيد مارتن ونانسي نولتون في إحدى الشركات الكبرى الرائدة في تكنولوجيا التعليم في كندا والولايات المتحدة، وبدأت الأبحاث على جدوى اللوحة الذكية تتواصل، ثم كان الإنتاج الفعلي لأول لوحة ذكية من قبل شركة Smart في عام 1991، حيث توالى بعد ذلك إنتاج وتطوير السبورات الذكية وتعددت مزاياها وخصائصها.

المصدر: جريدة الاقتصادية

التعليق: 

إن جهود التربية والتعليم واضحة في سبيل تحقيق وإنجاز مشروع تطوير التعليم في المملكة وإن البدء بهذا العدد من المدارس المتنوعة المراحل يخدم هذه الفترة التجريبية لضمان مواجهة وحل أكبر عدد من المشاكل والمعوقات وإيجاد الحلول لها قبل التطبيق في باقي مدارس المملكة 
كما أن مواكبة تركيب السبورة مع التدريب من قبل فنيين مختصين تختصر الطريق لسرعة تفعيل السبورة وضمان استخدامها والاستفادة منها على أفضل وجه. 

هناك تعليق واحد: